- 2009/10/21
- قصة
- الزيارات: 3٬603
- التعليقات: 9
حتى هي.. يمكن أن تعشق
تتسمر دائما دون حراك، كلما دخل الفصل، وتنتظر التفاتة منه أو دغدغة بين الفينة والأخرى، كانت تغار إذا أكثر الحديث مع إحدى طالباته رغم أنها تسمع وترى كل ما يجري ولا شيء في حديثهما يدعو للغيرة. لكنها كانت تلاحظ مسارعة الحاضرات، كلما التفت إليها وانشغل بها عنهن، إلى إخراج ما حوت محفظاتهن من مرايا وأحمر شفاه فتخاف أن تسرقه منها إحداهن.
هي الآن في قمة السعادة، فقد طالت مدة مغازلته لها، غير مهتم بالأخريات، لكن الأخيرات لم يرق لهن الأمر. ولأنهن يعلمن أنها أكثر شيء يغيظه، وأنها الشيء الوحيد الذي قد يصرفه عنها ويعيده لهن، حتى وإن عاد موبخا، تعالت ضحكاتهن المغرية لتعم أرجاء الفصل. لكن يبدو أن جرعة الاستفزاز كانت كبيرة هذه المرة..
لم يجد غيرها أمامه، فصفعها براحته التي بقيت منقوشة على بشرتها السمراء، قبل أن يرفع عينيه المملوءتين بالغضب. هو يعلم أنها بريئة، لكنها كبش الفداء الوحيد.. صمتت الطالبات وتسمرن وكأن على رؤوسهن الطير، لكن المسكينة لم تقو على تحمل الصفعة وكذلك الصدمة. تهاوت على الأرض مثلما تهاوى حلمها.
نادى حارس المدرسة، ليخرجها من الفصل دون أدنى اهتمام بها. وهاهي ذي تسترجع شريط الذكريات بسرعة قبل أن يختفي عن أنظارها.. تتذكر أول يوم دخل فيه إلى الفصل، والجميع يتحدثن عن وسامته ولطفه ولباقته.. تتذكر اهتمامه الكبير بها، ولحظات الخلوة التي قضياها معا في فترات الاستراحة.. ثم تتذكر الصفعة التي تنسيها حلاوة الماضي.
كانت تعلم أنه أيضا يحبها، بل يعشقها، لكنه لم يكن ليتزوجها، فهو أستاذ.. وهي سبورة.
التعليقات: 9
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
قصة جميلة جدا، تجعلنا نسرع في القراءة لنصل للسر الذي تخفيه النهاية
قصة حب من نوع خاص، لكن المحزن في الأمر أن المدرس ستغنيه عن حبيبته (السبورة القديمة) حبيبة جديدة^ـ^
موفق أخي خالد ومتمنياتي لك بالمزيد من التألق
تحياتي
أهلا أختي الكريمة أسماء أخزان
أكيد أن غيرها ستأتي مكانها، لكن أضمن لك أنه لم ينس أبدا حبيبته الأولى ^_^ فالذكريات بينهما أجمل من أن تنسى.
تقبلي تحيتي.
ولك مني التحية
تستمر دائما دون حراك ،
بداية رائعه تطرح التساؤلات في نفس القارئ،
راقني هذا النسج لطالما هذا المشهد رأيناه ألف مرة ولم نستطع ذكر شئ عن تلك العلاقة
سبورة والأستاذ،
موفق أخي خالد،كن بصحة
أهلا بك أختي عبير
كثير هم المدرسون الذين لم يعيشوا قصة الحب تلك، لأنهم لا يحبون عملهم أصلا، وكل ما يذكرهم به هو عدو أيضا. ناهيك عن لونها الأسمر الجميل الذي يراه البعض أسود يدعو إلى التشاؤم ^_^
شكرا على الكلمة الطيبة.
ولك مني التحية
سلمت اناملك اخي
انها قصة مشوقة فعلا ،ترينا علاقة حب من نوع خاص .
وفقك الله
الأختين نورة وكوثر
عطرتما الصفحة بمروركما
صدقت أختي كوثر، هي علاقة حب قل نظيرها. لكن للأسف، وعلى غرار معظم قصص الحب، لم تنته بالزواج ^_^
اشكرك اخ زريولي على هده القصة الرائعة اعجبتني وحين بداية قراءتها كنت اضن ان النهاية ستتوج بزواج لكني فوجئت بالنهاية
سلمت يداك قصة أتارت الفضول في أعماقنا