- 2009/10/31
- خاطرة
- الزيارات: 4٬354
- أضف تعليقا
إفتحوا الأبواب
كانت نظرتي إلى ذاك الباب نظرة تشاؤمية، ربما بسبب الكوارث البشرية التي حدثت لي حين فتحت ذاك الباب، أو ربما بسبب ذاك الخذلان الذي صَفعني ألف مرة قبل أن ألتفت إليه التفاتة العتاب.
الأصدقاء لطالما سمعت أنهم هم الكنز المفقود في حياتي بعدما قررت عدم البحث عنهم، فبسبب حياتي غَيْر المستقرة منذ الصغر، لم أحظى بصديقات كقريناتي.
أتذكر حين كنت في المرحلة الابتدائية كانت لي صديقة سورية الجنسية، كُنَّا صغاراً إلا أن مفهوم الصداقة بالفطرة كنا نبحث عنه. أتذكر أن والدة صديقتي جاءت بعد إجازة مدرسية إلى المدرسة بمفردها بعد غياب طويل لصديقتي، قدِمت الى المدرسة بأنباء قتلت شيئا في داخلي، حينها أعلنت المديرة قائلة: “إنّ أختكم الطالبة (عنُود) توفيت في حادث أثناء سفرها إلى مدينة الرياض ولم تنجو إلا والدتها التي قدمت غير بعيد لتخبرنا بمصير أختكم بعد هذا الغياب، عظم الله أجرها وأجركم، وانتهى القول”.
أتُراني أحلم؟؟
أتُراني أستوعب كلمة مَوْتْ وأنا بعمر العشر سنوات ونصف؟؟
لا أدري، أظنني حين عدتُ إلى المنزل عدتُ كأن لم يحدث لي شئ، فأنا مازلتُ أُكَذِّب الجميع ومرَّ عامٌ وفيه قررت إغلاق جزء من باب الصداقة، وجاءت أيام تعيسة تصافحها أيام سعيدة والتقيت بـ (بشائر) ابنة كاتب في مجال الدعوة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية لعائلة آل الشيخ، جمعتني الأيام عفواً بها وقررت أن أتمسك بها وأن نمضي معاً حتى آخر المشوار، حيث خططنا للمدرسة التي سنلتحق بها بعد التخرج من المرحلة الابتدائية، ودققنا التفاصيل في كل صغيرة وكبيرة، حينها أخبرتني أمي بأنها تحضر لي مفاجئة، وأخبرني أبي أنه يحضر لي مفاجئة بعد التخرج وكأنها مفاجأة حيث كانت (مفاجعه وليست مفاجأة).
بعد حفلة التخرج التي نظمتها المدرسة الابتدائية لخريجات تلك المرحلة حيث كنت منهم ، زفَّ إلي أبي الخبر التالي:
(ابنتي سنحاول الاستقرار في المغرب وستدرسين هناك…..الخ)
لا أعرف كيف أترجم حزني ذلك الوقت ولم أجد غير لغة الدموع التي ترجمت بها عمَّا أشعر، وتكررت الأحداث معي هكذا في المغرب حيث عدت إلى المملكة العربية السعودية وكأني في حلقة مغلقة أدورُ حولها ، حينها قررت إغلاق بابي والسلام، ولكن منتهى الغباء أن نغلق أبوابنا ونحكم إغلاقه في حين أننا لم نكن إلا مسيرين فيما حدث.
أثناء عودتي إلى المغرب سألتني إحداهن، لماذا أراكِ دوما بمفردك؟ فرددتُ عليها قائلة: بتُّ أخاف من الخذلان، فأجابتني بحكمة لعلي رضي الله عنه علقتها قلادة منذ ذلك الوقت:
“التمس لأخيك سبعين عذرا وإن لم تجد فلم نفسك”
كانت تلك العبارة مفتاحاً لكثير من المشاكل في حياتي ويكمن بيت القصيد عندي هنا، هو أننا لا يجب أن نغلق الأبواب، فالكثير ينتظر منا إشارة فقط كإدارة المفتاح حيث نكون قد أوصدنا الباب تماما.
فلنفتح الأبواب ونتأمل الكون ونبتسم،فلندفن ذاك الحزن وتلك التشاؤمات في حفرة لا نعرف الرجوع إليها، ولنطلق صرخة في العالم أننا هنا نريد مشاركة الجميع ضحكاتهم وابتسامتهم و الذرات البسيطة من حياتهم.
فلنفتح الأبواب ونتذكر أن الصديق لو لم يكن مهم لما كان لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق (عبد الله بن قحافه).
فلنفتح الأبواب ولنغلق الماضي ونمشي ونستنير بإيماننا والثبات الذي في قلوبنا.
كونوا بخير حتى نلتقي في جنان الخلد باذن الله. في أمان الله.
عبير أكوام
31/10/2009
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.