- 2009/11/04
- خاطرة
- الزيارات: 3٬837
- التعليقات: 3
لم أر مجروحا أحسن بكاء من القلم
أعتذر عن التأخر، لقد حبسني المطر وابتلت لوحة مفاتيح الحاسوب معلنة الثأر الذي عرفته في أبناء شعبها لأن ملتهم واحدة ومعلمهم واحد.
من حيث انتهيت، لن أبدأ حديثي حتى أراك جالسا بعمق وقد أزلت الرداء عن أذنك لتتصفح من الحروف الثائرة المتناثرة ما يليق بمقامك دون أكلها الباقي كي لا تصاب بأنفلونزا الصعاليك.
الآن آن الأوان وبلغت القلوب الحناجر لكن نطقي بحاجة إلى قلم، لا!!! لم أقصد قزم-القلم الإمعة- الصحف حيث يركض العبث ولغة المال، إنه قلم عذبني البحث عنه، حاولت ابتكاره، أفرغته من محتواه وسقيته من ماء زمزم لكنه أبى الكذب بحبر شفاف في دفاتري التي تحمل حفاضات تجمع بكاء الكلام لتلقي به في مزبلة التاريخ، وقال لي مخاطبا “ماء زمزم لما شرب له” فوضعه في جعبتي تأييد لأفكارك الساذجة الموروثة من مجتمع المادة والمعدة.!!!
حسبتها ثورة الأقلام، هدأته لأربح زمام حرب خيل لي أني بطلها، حاولت إقناعه باستخدام طريقة الإيحاء بالتنويم المغناطيسي التي درستها في كتب البرمجة اللغوية العصبية، كي أزيل ملف القاتل الصامت وأجعله يتقبل صورته الذاتية كما هي، لكن كل محاولاتي باءت بالفشل فانسحبت بهدوء للنوم ألعق جراحي التي لم تلتئم بعد.
دع عنك اللوم واقتفي أثري لتعجب من أمري وترى آثار الجريمة التي وقعت الليلة، طاوعته فأبى فما كان بي إلا أن حولت الغرفة إلى قاعة عمليات لكن بدون تجهيزات التعقيم والتخدير- حال مستشفياتنا اليوم- قمت بوخز في سبابتي بشفرة الحلاقة وكم هو حلو طعمها!!!؟، جمعت كل القطرات التي تكفي لسد رمق جعبة القلم الثائر لأرى روحه تسري بدمي وتكتب أحاسيسي اللولبية حول مجتمع أعدم فيه القلم وغابت فيه القيم لكنه انتفض قائلا “حملة التبرع بالدم يستفيد منها الإنسان وليست الأقلام” وكأني أقرأ في عينه رفضه للدم بحجة تلوته بخميرة اليهود التي تتلذذ بها أحشائنا كل يوم وتضخ منها دما يقدم طعما طريا لأفئدتنا فقلت و الألم يقطع أجفاني؛ ألم الأمة وألم القلم “سأبحث لك عن حبر العمالقة لتصنع على عيني، سأنقب بين الحفريات بمساعدة علماء الجيولوجيا حتى أجده، آنذاك سيعود لك مجدك وتضع بصمتك في سجل التاريخ لتصل الماضي بالحاضر، وتغتال من وهبك في الشعر والغزال ومداعبة الأوراق بأكاذيب الليل خلسة تحت جنح الظلام والأمة تعيش أسوأ أحوالها، شطحات تتلوها شطحات في دهاليز أقلام ممخزنة تقاد ولا تقود”
أقف هنا مضطرا.
الواحدة ليلا بتوقيت ذبذبات الصعاليك.
مع تحيات رائد في طور مراجعة الأوراق.
التعليقات: 3
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
السلام عليكم مقال جد رائع و في المستوى نتمنى لك المزيد
اسلوب رائع يوحي بمستقبل واعد جريء.. في انتظار ابداع قلمك
راق لى كثيراً ما كتبت ,,, تحياتى لك ولقلمك ,, كنت هنا بكل ود ومحبة