- 2010/05/28
- قصة
- الزيارات: 4٬142
- التعليقات: 2
طريقي إلى الله
كان الليل هادئا ساكنا و القمر يتألق في سماء أكادير، فأضفى عليها رونقا فضيا ساحرا. في حي من أحيائها، كان الزقاق ضيقا تتلوى دروبه ، تتلاصق بناياته لتبدو كحصن قلعة، و قد اتشحت برداء أبيض ناصع.
من بينها بيتنا، متوسط الحجم طليت جدرانه بألوان باردة تريح الناظر، به غرف عديدة مؤثثة بأثاث يناسبها، تزيد من بهاء و جمالية المكان.
غط جميع أهل البيت في سبات عميق و ساد صمت رهيب و كأنه صمت الأموات، فلم يعكره إلا الخشخشة التي أحدثتها في غرفتي بينما كنت أسبح في بحر الانترنيت، وضعت على أذناي السماعة التي تنبعث منها أغان مختلفة ،وفي فمي العلكة انفخها لتصبح بالونا كبيرا، ثم تفرقع لتحدث ضجيجا صاخبا في الغرفة، كنت فتاة كباقي الفتيات ؛مولعة بأزياء الموضة ،متخذة الممثلين قدوة لي ،و متفتحة من جميع الجوانب (إلا شرفي!!!).
كان الوقت متأخرا، و عيناي شاخصتان في صور الممثلات … لأتذكر البحث الذي يجب علي القيام به حول سفينة نوح عليه السلام، حصلت عليه فدونته في دفتري، ثم هممت بالخلود إلى النوم.فأثار انتباهي عنوان كبير:” لك يا أختاه”، قلت :ربما سيتحدث عن أمور الدين، وليس عندي وقت لذلك. ظننت أن موقفي سيكون كالمرات السابقة، أقرأ عن مواضيع كثيرة فلا تشغل ولو جزءا صغيرا من تفكيري.
نقرت نقرة بالفارة ليخرج الموضوع، بدأت بالقراءة، فجأة اقشعر بدني و ازدادت نبضات قلبي ،وكأنه يريد الخروج من قفصه ،فرميت السماعة جانبا و انزلقت العلكة من فمي، أحسست حينها وكان الأرض تدور من تحتي، انهمرت دموع كثيرة من عيناي، كانت جملة بسيطة، بسيطة من أن يكون تأثيرها بهذا الشكل: )أختاه ارضي ربك و فري إليه و كوني مؤمنة ساعة، لعلها تكون آخر ساعة وبعدها تلقين رسول الله صلى الله عليه و سلم، فهل ترضين قوله عند رؤيتك من أمتي أم سحقا سحقا؟(دوت هذه العبارات دويا مروعا ،اهتزت له جوارحي كلها، حاولت التخلص منه و من حدته و لكنه لم يزل بل بقي يتردد دون توقف.
من هنا بدأت حياة جديدة بالنسبة لي؛ شعرت بفرحة عارمة و أنا أستر جسدي عن أنظار الناس لأول مرة. تغيرت أفكاري وتصرفاتي بشكل كبير، و كأني فتاة أخرى غير تلك التي عرفها الجميع، و بت أتمنى لو أن كل إنسان مسلم يتذوق طعم التوبة و يتحسس حلاوتها. منذ ذلك اليوم ،كرست حياتي لخدمة هذا الدين الذي كرمني و جعلني مصانة عفيفة.و أصبح لي هاجس كبير و حلم سأسعى لتحقيقه مهما طال الزمن.
التعليقات: 2
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
حمدا لله لأنك تبت و كانت العاقبة خيرا….العقبى لأخريات لا زلن في طريق الضياع…قبل فوات الأوان…
ما كل هذه الروعة
لقد تشوقت لأزور أغادير وأجلس في الليل بها وأسهر حتى الصباح
وأنا أتذكر مقالتك التي تتحدث عن إله الخلق ورب الأنام
تحياتي