- 2010/06/14
- خاطرة
- الزيارات: 2٬864
- تعليق واحد
أنا م…
ما كان لي سوى أن أنام مرة أخرى، لكي أستيقظ من جديد استيقاظا مُفعما بالحياة، لأجدد نشاطي. روح تسري في جسدي النحيل من أول نغمة أسمعها من أناشيد الأرواح، لا أستطيع أن أفارق الأرواح والعيش خارجها، لا أستطيع حتى الإبتعاد عنها. أقسم بأن الزوال قد آن، دون ما جدال يعيق التفكير بالتغيير، تغيير المستقبل وإصلاح عطب الماضي المر القاتل.
ماذا عساي أن أغير من المستقبل، وأنا لا أعيش سوى في الماضي؟ كيف لتغيير أن يحل في مكان تكثر فه السرطانات التي لا تحب التغيير بل وتكرهه؟ تريد أن تظل كما هي، دون تغيير يجعلها تمضي وتواكب القافلة، قافلة المستقبل المظلم في وجه الجميع. كيف للتغيير أن يأتي، وكل من تكلمت معه يجيبك بكل كلمات الحسرة والتعاسة، قتلته وجعلت منه جثة هامدة مثله مثل الورقة الخريفية، أينما حملها الريح تذهب معه لا زمان ولا مكان لها، سوى أينما وضعت، لا مشكلة لديها، فيقتل فيك تلك الوردة المتفتحة أو بالكاد أرادت التفتح، فتواجهها النحلة بامتصاص رحيقها، وتتركها تداوي جرحها حتى تسقط أرضا بدون إنذار لسقوط.
لا أدري ماذا أفعل حتى أصبح قمرا مضيئا في ليلة التمام، لا أدري من الأحمق أنا أم القمر أم نحن الإثنان. لا أدري متى يضيء مصباح الأمل في وجهي، بعد هذه الكسور الكثيرة والمتعددة التي تواجهني، كلما أردتُ أن أشفي داء سقط الدواء من بين يدي وتكسرت معه الزجاجة، وسال على الأرض، فرسم عليها لا أمل يوجد في أرض ماتت خضرتها، مات كل شيء فيها حتى الأرواح البريئة، التي شهدت لنفسها بالتمام والكمال، وبكل بساطة لأن الدواء كان من المواد السائلة. أيتها الأرواح البريئة أشتاق لرؤيتك، كلما سمعت عن طهرك الأبدي والتنزه الذي سرقته من ضوء القمر، فأخبريني كيف لي أن أصل إليك، وبأية وسيلة هي توصلني إليك وما شكلها ولونها؟ وهل تسمح لي بأن أصبح من أحفادكم البررة، وأن أرى جمال الكون بعيني هاتين بعد أن أراك أنتِ؟ عفوا إني أطلب الغفران منك على تسلطي، وطلب رؤية القمر على أرض المذنبين، فاغفر لي وإن لم تغفر لي، فإن روحي ستُرفع إلى مكان الأرواح التي دَبحتها يد الموت بسكين حاد، في غفلة من أمرها، كانت جالسة ترى جمال ربها، على رؤوس الجبال الناطقة بيد مبدعة، خلقت هذه الأشجار بكل أنواعها الواقفة والجالسة والنائمة، وإن لم أراها في الجبال التي بجانبي، فقد أجبرتُ عيني على تصويرها رغم فَقر في التصوير، وإخفاقي في الكذب على الناظر إلى صُوَري الوهمية الناطقة الصارخة، الطالبة بالإبتعاد عن تشكيلها في لوحة من خشب، هطل عليها المطر من وقت ليس بقليل، لا يقبل الحساب في أيدي رجل أهلكه العمل الشاق الذي لا ينتهي. أين القمر؟ إني أبحث عنه منذ مدة ولا زلت لم أجده، يا ترى أين هو؟ أيكون بجانبي وأنا لا أراه، بين الأشياء التي تحُوم حولي لا أعرف من أين أتَت، من قدم الدهر وأنا أسأل نفسي من أين لي بهذه الأشياء؟ من أين أتت وأين هي ذاهبة بي؟
أيتها النفس المذنبة، عودي إلى الرُوح التقية و خدي مكانا بجانبها، وامسكي بحبل النجاة التي تقودك على سفينة السلام، وان كانت ستتلقاها يد بشرية غادرة، فوق أرض ليست بأرضها.
تعليق واحد
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
خاطرة تدل على أنك مبدع
شكرا” جزيلا” لك أخي