- 2010/07/06
- خاطرة
- الزيارات: 3٬770
- تعليق واحد
لقاء مع الليل
كنت ولازلت أحبها. لم تمحو الأيام صورتها من ذاكرتي، أحببتها حتى ظننت أن حبي لا يوجد مثله في البلاد. مرت على قارعة الطريق، وقالت لي: وداعا، قلت لها: لا تقولي وداعا، بل قولي إلى اللقاء، ودعتني بيدها قائلة لي: وداعا، بل إلى اللقاء. قولي ما شئت الآن فأنا لم أعد أهتم بوجودك، لم أعد أسمع حديثك، افعلي ما تشائين. رحلت بعيدا ولازلت تسألين الرجوع، من أين لك بهذا، اذهبي أينما أردت فأنا ألقيت بحبك في طريق ذهابك، لازلتِ لا تريدين الاعتراف بحبك لي، تخافين من خدر اللذين حولنا، لا لقاء سوى لقاء النفس في ثلث الليل.
نظرت إلى حياتي وجدتها كلها دموع، أدري كل الإدراك بأني أنا المذنب، ولكني لا أستطيع أن أصلح الأيام، لا أريد أن أفارق السحابة، لا أريد…
أقسم لك يا نفسي أني أبحت دائما لك عن مستقر، تجدين فيه الراحة، أبحث وأبحث، ولا أجد ضالة الراحة إلا في نزوة عابرة، فترتاحين، ولكن سرعان ما تفقد تلك الراحة، أندم ندما شديدا على البقاء في هذه الحياة، وأفكر بأن أغادرها على عجل، وأتذكر في غفلة من أمري أن علي أن أهجر هذه الفكرة، أو أدعها جانبا إلى حين أذكر فيه الرحيل.
اصبري معي، فالصبر دواء البقاء، أو ابحثي لك عن جسد آخر غير جسدي، هكذا قلت لنفسي قبل أن تعيد قراءة رسالة حبيبتي قبل وفاتها.
توفيت قبل أن ترى نور الأمل في كف يدها، تركت كل شيء وراءها، لم تخبرني بصدق حبها لي، ليست هي التي لم ترد إخباري، بل لأنها لم تستطع فعل ذلك، أنت حقيرة أيتها الدنيا، دعيها تعيش دعيها، لا تحرميها من كلماتي، لا تفعلي ذلك، حرام عليك أن تقتلي شخصا أحب الحياة، وأحبته، دعي النمل، بعدما كتب له القدر أن يعيش الحياة فلماذا نقتله. إذا استيقظت في الصباح فسلم على من تعرفه، فقد ترحل في المساء، أو قبله، لأن القدر يلاحقك أينما ولت رجلك، إذا نظرت إلى الساعة ووجدتها تشير إلى السابعة والنصف، فأخبر النصف الباقي بأنك لا تستطيع أن تراه، وإذا توقفت الساعة فاعلم بأن الزمان توقف، وما عليك الآن سوى إفراغ البيت.
إذا حل الليل ونامت عينك، فقل للنائمين وداعا، فالموت لا ينذر أحدا.
تعليق واحد
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
سلمت اناملك يا اخي محمد وصف جميل لطريقة حلول الموت ضيفا ياخدك معه.