- 2011/02/09
- شعر
- الزيارات: 3٬211
- التعليقات: 6
رحلة نحو الغروب
تقابلنا مصادفةً… كأنّ شيئاً ما حدث
فاستجاب لنا القدر
اتّفقنا فجأة… من قلب صالات المحطة
أن نسير برحلة شتوّية لا تختصر
اختلفنا قبل التعارف… في التفاصيل الدقيقة للسفر
كنا منهكين وجائعين… أشعلنا سجائرنا… أطفأنا الضّجر
انطلقنا من محطتنا الأخيرة على عجلٍ
هاتفنا بمحبة.. أرسلنا رسائلنا… أكّدنا بها.. أنّ أجمل الأوقات ساعات السهر
سرنا سريعا نحو الغروب كضائعين
تجمّعنا عند مفترق الطريق الجانبية للعبور.. فالتقينا بالقمر
انطلقنا مسرعين بابتسامات خفيفة
قالت لصاحبي المحبوب… كان يخفي كعادته ابتسامَتُهُ الأليفة
أأنت من روما؟!.. قال… أنا لستُ من روما .. أنا بن أبي.. أنا بن أمي
ولدتُ بعد الفجرِ أو وقت السحر
في قرية جبليةٍ تحدُّ القدسَ والساحل… ولدت قبل ولادة الزيتون أو أكثر
زرعتني جدتي عَِنباً.. مع الحّنون والنّعناع والزعتر
وروت مياه البحرَ كُلَّ أعضائي.. فازرقّت الكلمات في لغتي كعشبٍ يابسٍ اخضر
جذوري روتها دماءُ أجدادي …أنا أحيا مع الخروب والبلوط والعنبر
ولم أعلُ على احدٍ ولم اكبر
تعلّمتُ الفراسةَ والرجولةَ من جذورِ الطينَ في بلدي
ولم أتعلّم الخذلان أو أصغر
قَطَعتُ الصمتَ والدورانَ في راسي.. وُقلتُ لصاحبي
مال الشوارع كُلّها مزروعةً بالكهرباء!!!
ألم يتصالحوا بعد…. مع الليمون والرمان والكوثر؟؟!!
قال لم افهم حديثك… لكنّي أحبُ تاريخَ أجدادي وأمجادي فلا تحسبوا أن شيئا تغّير
أما أنا فقلت.. إني اعشق الأرض والزيتون أكثر.
و نَظرتُ من خلفِ الضباب
كان معطفي يمتزجُ الذكريات والعطر الفرنسي الذي نثرته صديقتي.. فتطاير المنثور في فكري نازفاً حتى تبعثر
وصلنا هادئين ومفعمين بالأنوثةِ والرجولة
جلسنا قرب نافذة تطلُّ على الحقيقة والرمال ولونها الأسمر
أكلنا معا وجبة بحريةً شتويةً رائعة
ورشفت ُقبلةً .. ُقبلةً… من كأس نبيذها الأحمر
لم اكترث بالهادئين
ولم اشعر بنقصٍ في الهُويّة
بين المقاعد كنا قد خرجنا باحثين عن الرصيف
كأنّنا عشاق هذا البحر يا فتاتي فاهدئي وتمهلي واتركيني نازفا بين القصيدة والرمال وقطعة الحلوى التي كانت أحلى من السُّكر
جَفّت مقاطع الكلماتِ في حلقي ولم ارحل
كنت ممتلئا بالأرجوان فكان عشقي وقتها للبحر أكثر
كانت فتاةً رائعة ….فلسطينية اللهجاتِ واللمساتِ والمنظر
لو كان قلبي ناضجا في وقتها… لعشقتُها
لكننّي ألقيته في بحر جدي فكان عرض اكبر.
4/2/2011
التعليقات: 6
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
قال لم افهم حديثك… لكنّي أحبُ تاريخَ أجدادي وأمجادي فلا تحسبوا أن شيئا تغّير
أما أنا فقلت.. إني اعشق الأرض والزيتون أكثر.
جميل يا ابو خالد والى الامام..
نعم صدق الكلمات تعبر عن الوجود
وأجمل ما أعجني هو قولك:اتّفقنا فجأة… من قلب صالات المحطة
أن نسير برحلة شتوّية لا تختصر
يا صديقي العزيز تزداد فرحتي مع كل قصيدة تنشرها … فأنا أفرح عندما يتم الافراج عن حمامة بيضاء تلو حمامة …
اختلفنا قبل التعارف… في التفاصيل الدقيقة للسفر
كنا منهكين وجائعين… أشعلنا سجائرنا… أطفأنا الضّجر
فعلا جميل
ولدتُ بعد الفجرِ أو وقت السحر
في قرية جبليةٍ تحدُّ القدسَ والساحل… ولدت قبل ولادة الزيتون أو أكثر
زرعتني جدتي عَِنباً.. مع الحّنون والنّعناع والزعتر
أبو خالد ، أرشف من شعرك وأتذوق… طعم الوطن المعتق…
ابداع يا أبو خالد الى الأمام
ورشفت ُقبلةً .. ُقبلةً… من كأس نبيذها الأحمر
تعبير رائع ابو خالد واتمنى لك التوفيق
احد روائع الصديق ابوخالد،،،،،،،
وليد يتمتع بحس وقدره مرهفين وهو يصور احساسيسه بالمكان والزمان وبابسط وادق طريقه وعلاوة على ذلك فالقصيده تصبح مخيالاً وصوره كامله عندما تستمع لها مباشره من فمه فهو يجيد السرد والقائه مفعم بالمشاعر الرقيقه.
اخي وليد لا تتوقف فلديك بعد الكثير لتقوله