- 2011/10/15
- قصة
- الزيارات: 2٬830
- أضف تعليقا
الشمعدان الحزين
كنت أتجول في أزقة المدينة القديمة بحي السمارين ككل أسبوع، وبينما أنا في أحد دكاكين التحف القديمة وأدوات الزمن الجميل، شد انتباهي شمعدان قديم من النحاس الخالص، بعد مفاوضات البائع المراكشي، ابتعت الشمعدان ورجعت إلى البيت مغتبطا لأن شمعاتي كانت وحيدة، وشتان بين كتابة الشعر على ضوء الشمع وتحت المصباح. كانت شمعاتي تتآكل في العراء، كنت أعرف أنها ستسر لرؤية الشمعدان، لكن ومنذ عودتي ذاك المساء وأنا أبحث عن سر محير؛ فكلما وضعت فيه شمعة تبكي في أول لقاء، بينما لا يبدي الشمعدان أي اكتراث، كان أمرا غريبا، كل ليلة شمعة وبكاء ودموع وحب، والشمعدان لا يتغير وكأنه يحمل بين أضلعه سرا دفينا وحزنا عميقا.
تواصلت الليالي وتواصلت الشمعات، وتحول الشمعدان إلى شهريار الملك الذي واصل ذبح العذارى إلى أن جاءت شهرزاد فقصت عليه القصص، لكن الشمعدان واصل احتراقه ككل ليلة، مما أثار في نفسي سؤالا: إذا سرت الشمعات به في أول لقاء، وإذا كانت تحبه إلى درجة الذوبان، فلم البكاء؟
أحزنني منظر هذا اللقاء، فقررت أن لا أضع فيه شمعة بعد الآن.
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.