- 2011/12/25
- قصة
- الزيارات: 3٬993
- التعليقات: 2
إعصار مفاجئ
اقتحمني وجوم غريب وأنا أحدق في غروب شمس باهتة، لكنها لا تزال تحرقني بلهيبها رغم كل شيء… تعرقت من شعاعها الذي لم يفقده عليل البحر قواه الكامنة، شيء ما أخافني من شمس هذه المرة… شيء ما يجعلني أمعن النظر في ثنايا السحب المتناثرة هنا وهناك… أين الشفق الأحمر الذي عهدته يودعني؟ وأين هي ابتسامة السماء؟ ولماذا تأخر نور القمر…؟
حاولت الإمعان في الأفق بعيدا فإذا هي نوارس متعجلة تسابق الزمان، أكاد أشعر بخفقان قلبها الذي يخفق من بعيد، ما الذي يجري…؟ ولم أنت أيتها النوارس في فصل الخريف؟ أضاع منك موعد الهجرة إلى الضفة الأخرى؟ أم تراك تشابكت لديك الفصول ولم يعد يهمك بأي فصل أو بلد تكونين؟
ملك علي أمر النوارس تفكيري لبرهة سرعان ما استرعى انتباهي رداء بني قاتم يلتحف الأفق البعيد، و إذا بأمواج البحر تعلو وتنتفخ… نظرت بعيدا من الموج لأستمتع بلوحة طبيعية يلتصق فيها البحر بالسماء، ويرسم فيها البرق أخدودا لامعا… إنها ألوان الطيف في صيغتها الأصلية الجميلة…
لكنني لست مرتاحا… ولن يشفِ غليلي غير منظر المغيب، فأنا لم أعهد اللون البني في السماء ولا أحب فوضى البحر والمطر… ظللت واجما أنتظر لحظة تعلن فيها الشمس عن بزوغ القمر… لكنها لم تفعل ولم يشأ القمر الظهور، بل اسود غلاف السماء فجأة واضطرب البحر بانفعال شديد، وهبت عاصفة رمضاء طيرت كتابي بين يدي بعنف وأفقدتني القلم ملوحة به إلى مكان بعيد…
ملأني حزن شديد على قصيدتي الضائعة ورحت أركض وراءها… تتقاذفني العواصف ويبللني المطر.. أهرول حتى لا تضيع القصيدة، أتمسك بالأعمدة والجدران حتى لا يقذفني الإعصار إلى عينه الثائرة فأفقد نفسي ومعها القصيدة…
حاولت جاهدا لكنني فشلت… فقد وجدت كتابي مبللا وحروف قصيدتي انهمرت بغزارة مثل الدموع وأتلفت الكتابة…
التعليقات: 2
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
من أجمل ما قرأت.. تمنيت لو كان اسمها “القصيدة الضائعة”
شرفني تعليقك و اهتمامك…
فلنسميها إذاً بالقصيدة الضائعة إن راقك العنوان أما أنا فأعم أنها قصيدة ضائعة و لكن بسبب ذلك الإعصار المفاجئ، ركزتِ على القصيدة وشد اهتمامي أنا سبب محنتي في ضياع القصيدة.
شكرا جزيلا و دمت بألف خير…