- 2011/02/17
- أسرة ومجتمع
- الزيارات: 2٬823
- أضف تعليقا
آية، دعاء، إيناس…
إن الطفل كثير الأسئلة، والسؤال الأكثر إلحاحا من قبله هو: من أين أتينا؟ وأين نحن ذاهبون؟
سؤال أكثر من كونه سؤال لأنه يدخل في المنظومة الفلسفية، وهذا ما لايعرفه الآباء، لكون إبنهم الذي، كلما قام بعمل شنيع صرخوا في وجهه، معلنين أنه أحمق، متناسين بأن هذا الطفل هو فيلسوف عظيم، قد أنجبوه في هذه الأرض الملوثة الخبيثة، وسؤاله هذا سؤال وقف، ومازال يقف عنده أعظم الفلاسفة من سقراط إلى آخر فيلسوف؛ وقال لي أحد الأصدقاء التربويين إذا أردت أن تتعامل مع الطفل فعليك أن تصعد عنده، لا كما نتصور نحن؛ بأن علينا أن ننحني عنده بتقويس ظهرنا، حتى نسمع ما سيقوله من هفوات جنونية؛ ففي الوهلة الأولى، اندهشت صراحة، لكن بعد أن أهدي لي كتاب لأحد المختصين النفسانيين؛ يقول هذا الكتاب بأن عليك أن تكون حريصا عند تعاملك مع الطفل، لأنهم لوحة خصبة، تزرع فيها ما تشاء، والله يرث الأرض ومن عليها، وعند استكمالي لفصول هذا الكتاب الساحر، والذي صدمني، أعلنت للكل، بأننا مرضى نفسانيين، وعلينا بزيارة الطبيب.
إن الطفل كما قلت في البداية هو فيلسوف عظيم، بحيت تقول الدراسات بأن نسبة الذكاء تكون أكبر مقارنة في ما بعد سن البلوغ، وهذا راجع إلى أن المساحة الإبداعية تتقلص كلما زاد في السن؛ لكونه يتعرض لعملية الكبح، ولا يستطيع أن يفصح عن كل ما يريده، لأن الفقيه حرم ذلك، أو السياسي منع ذلك، وبين هذا وذاك ينتقل الطفل إلى الشيخوخة مباشرة بدون المرور بمرحلة تسمى الشباب، التي تنبني على الطفولة السوية السليمة، وقلنا كوني يانار بردا وسلاما على ابراهيم.
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.