- 2011/02/21
- قصة
- الزيارات: 2٬740
- التعليقات: 2
خلصونـــــــــا…!
كان الوقت قد تعدى منتصف الليل بقليل، وكنت ماراً من شارع البسطات (بسطات الخضار والفواكه). كان الليل قمريا. ونسائم صيفية تداعب وجهي برقة وحنان. فجأءة وكنت قد وصلت نهاية البسطات الممتدة بتوازٍ مع الشارع، سمعت صوتاً مبحوحا يستنجد ״أرجوك خلصني״.
نظرت حولي لم يكن هناك أحد.
عاد الصوت يستنجد ״أرجوك خلصني״.
حددت مصدر الصوت. كان قادما من جهة كومة من البطيخ. انطلقت نحو الكومة ودرت حولها. لم يكن هناك أحد.
تساءلت: من هناك؟
جاءني الرد: أنا هنا
وتساءلت من جديد: هنا…أين؟
رد عليّ : هنا في كومة البطيخ.
اقتربت أكثر من الكومة، ودققت النظر، فتراءت لي رؤوس البطيخ متشابهة. تساءلت:
– كل البطيخ متشابه فأي بطيخة أنت؟
جاءني الصوت من جديد:
– أنا لست بطيخة، أنا إنسان مثلك هنا تحت.
دققت النظر نحو مصدر الصوت فتراءى لي بريق عينين في أسفل الكومة فسألته:
– وما الذي حشرك تحت البطيخ؟
أجاب:
– كنت أنتقي بطيخة لأحد الزبائن فسقطت في كومة البطيخ. وكلما حاولت التخلص تدحرجت عليّ رؤوس البطيخ حتى أمسيت في أسفلها. أرجوك خلصني!
وأخذ في البكاء، رق قلبي. قلت له:
– لا تخف سأنقذك.
رفعت بطيخة احتضنتها بساعدي الأيمن. رفعت الثانية واحتضنتها بساعدي الأيسر. حاولت رفع الثالثة اختل توازني فوقعت على سفح الكومة. حاولت النهوض فانهارت رؤوس البطيخ، وتهاوت فوقي حتى بت في أسفل الكومة وشكلنا معاً جوقة تصدح بــ…..
خلصــــــــــونــــــا………..!!!!!!!!!!
التعليقات: 2
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
^_^
قصة طريفة تحمل في طياتها العديد من العبر، لعل واحدة منها أننا عندما نهتم كثيرا بالبشر الذين تشبه عقولهم البطيخ فإننا نترك المسار الذي بدأناه سلفا لنقبع في الحضيض معهم.
شكرا أخي الكريم
فعلا…كما قال الاستاذ خالد زريولي
بارك الله فيك