- 2012/04/23
- أسرة ومجتمع
- الزيارات: 4٬312
- التعليقات: 3
زوجة ذات عادات وتقاليد
كانت ومازالت فتاة مؤدبة وخلوقة تعيش بين أربعة إخوة ذكور في بيت أمها الأرملة، في البيت الذي تركهُ لهم والدها، عاشت حياتها العُذرية إلى أن يئست وكبُرت وأصبحت في الثلاثين من عُمرها، بعد أن تزوج إخوتها الأربعة وأصبح لكل منهم عائلة مكونة من بنات وأولاد.
كانت تحكمها بعض العادات والتقاليد السلطوية، لن تتزوج إلا من يقبل بهِ إخوتها بحكم أنها البنت الوحيدة وخوفاً على اختلاط النسل بمن لا يليق بهم، ضلت تعاني الحرمان من الذرية طيلة فترة بقائها بدون من تستظل بظله، وفي كُل مرة يتقدم إليها رجل يتم رفضهُ من قبل إخوتها الأربعة، وهنا ليس لأمها أي دور في إقناع أبنائها بسبب كبر سنها.
قررت اتخاذ القرار بنفسها وتحدت إخوتها وكل من وقف ويقف في وجهها، وتقدم إليها شاب متزوج ولديه طفلين ولكنهُ وبحسب العادات والتقاليد (مو من ثوب أخوانها)، تم رفضه وأصرت على الموافقة، وبعد جدال وتهديد بمقاطعتها وعدم الاعتراف بها، تزوجت ذلك الشاب وعاشت أيام العسل.
كانت المدللة بالنسبة لهُ بحكم (الجديد حُبه شديد)، وبعد انتهاء لذة العسل بدأت في تحمل المسئوليات والمشاكل الزوجية، وهنا كانت مشاكلها الزوجية هي أن زوجها كان يقول لها (أحمدي ربك إني خذيتك مثلك مين ياخذها ويتورط فيها وفي إخوانها). لم يسلم من لسان إخوتها وهي لم تسلم من لِسانه وشره، وإنه الشخص غير المرغوب فيه بين إخوتها، إلى أن رُزقت بالمولود الثاني والثالث وأصبحت بين ثلاثة نيران: الإخوان، الزوج، والأطفال.
مازالت على ذمة هذا الزوج ولكنه طلق زوجته الأولى وتزوج بزوجة ثالثة عِنادا لها ولإخوتها، وهي مازالت تتقلب بين نيران الزوج والإخوان بِحُجة (مين قالك تتزوجين واحد مو من ثوبنا) وبِحُجة (أنا لو ماجيت وتقدمت لك كان بعدك عانس مرمية بيت أمك).
ليست هي أول وآخر امرأة تعيش حياة النكد، والمشكلة أنها من أقرب الناس لها وهم أهلها، فكم تتحمل بعض النساء من المشاكل الأهلية وعدم المساهمة في تسهيل زواج الأخت، وكذلك بعض الآباء وبعض أولياء الأمور لمن هُم يتامى وأرامل، يشترطون بأن يكون الزوج من قبيلة معينة وصاحب وجاهة، أو يشترطون عليه أمورا أخرى تعجيزية. من حق كُل أب أن يؤمن مستقبل ابنته، ومن حق كُل ولي أمر أن يتأكد من الزوج، ولكن ليس على حساب الحصر في أن يكون من عائلة معينة وصاحب مال معين ومنصب معين (من رضيتكم دينهُ وخُلقه فزوجوه) أليس كذلك؟
التعليقات: 3
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
مشكور على الموضوع الجميل وبارك الله فيك ولك جزيل الشكر وأرنا الكثير من أبدعاتك
وبالتوفيق وشكرا
كللماات راائعه تحكي واقعا ملموساا في مجتمعااتنا العربية
موضوع جميل ومؤلم.
كم من النساء بالفعل حرموا من حقوقهم بحجة العادات والتقاليد، وهي لا تستطيع حتى البوح بحجة الحياء،
الخطأ يرد لدور الكبار في البيت. الأب وبالأخص الأم. فالوالدين يلزم عليهم فرض رأيهم على أبنائهم مهما كبروا ،
تذكرت والدي رحمه الله كان في عمر ال80 ولكن ما كان يزال يفرض رايه بمواضيع العائلة.
فاذا كان الوالدين قد اصابهم الخرف، ربما لا نستطيع لومهم ، اما الواعين ، فلا أدري كيف لهم قلب بأن يسكتوا عن حق ابنتهم
الوالدين هم من يسيطرون على أبنائهم، ليس الأبناء من يسيطروا على الوالدين. فهذا لا يحق لهم.
أتعجب فعلا لمثل هذه العوائل.
اللهم كن عونا لمن يعانون بمثل هذه المعاناة.